بكينا بالدموعِ الثائراتِ *** نزيلَ القبرِ سلطان الثباتِ
وعاءُ العلمِ أبكيه مسجى *** وقد عانيتُ مُرَّ النائباتِ
فقدنا باذخَ الأخلاقِ صدقاً *** سليمَ الصدرِ ديوانَ الثقاتِ
رحيمَ القلبِ في خلقٍ ترقى *** على درب الخضارمةِ التُقاةِ
ذكيُّ القلبِ مأمونُ السجايا *** عفيفٌ عنكِ يادنيا الفُتاتِ
صبورٌ في مدارسةٍ وعلمٍ *** أسيفٌ تحت محرابِ الصلاةِ
يُرققُ بالتلاوة ما غشانا *** وفي القرآنِ مفتاحُ النجاةِ
تخفى عن عيون الخلقِ خوفاً *** من الجبَّارِ يومَ الغاشياتِ
يواسي سائلاً ويجودُ علماً *** وثوبُ العلمِ أرديةُ الثباتِ
يدلُّ على الإله بلا توانٍ *** ويبذل وقته في الباقياتِ
تنقل بين همِّ الدين يحدو*** ويرفعُ بيننا هممَ البُناةِ
ويحثو فوق قصر النومِ تُرْباً *** ويسقينا كرامَ الطيباتِ
سأبكي العلم يمشي في خفاءٍ *** وأبكي كفَّ أيتامٍ شُكاةِ
وأبكي صوت محرابٍ تبدت *** به زفراتُ أحزانِ الدعاةِ
وأبكي منبراً للحق يبكيى*** على جسد تُخرِمَ بالوفاةِ
عليه سحائبُ الرحماتِ تترى *** بنورٍ رائحاتٍ غادياتِ
سقاهُ اللهُ من حوضٍ نميرٍ *** وأعقبه بقاءَ الصالحاتِ
وثبَّتَ قلبَ والدةٍ وثكلى *** وثبّتَ إخوةً حتى المماتِ
وثبّت قلب أبناءٍ تربوا *** على القرآنِ في كنف الهداةِ
عليكَ سلامُ ربك ما استهلت *** غيومٌ بالهموعِ الساكباتِ