twitterfacebookrssyoutube
مرثية الشيخ سلطان العويد رحمه الله
صالح العمري
عدد الزوار
: 2471
تاريخ الإضافة
: 16 ربيع الآخر 1434

العينُ هلّت حسرةً ونحيبا *** والقلب نزّ مرارةً ووجيبا

ماللفضاءِ تحشرتْ أنفاسُه *** يبكي الفقيدَ.. وكان قبلُ رحيبا

أهذي كأني ما وُترتُ براحلٍ *** من قبلِ ذاكَ ولا فقدتُ حبيبا

ورحلتَ سلطانَ المنابرِ فاعتلى *** أفقَ الندى وجدٌ فصارَ كئيبا

رُبيّتَ محمودا، وعشت مسددا *** ورحلت معطاءً وغبتَ مَهيْبا

ياشيخُ لم تسمعْ نشيجَ أحبّةٍ *** ومصابُهم ألّم يروك مجيبا

لو كان للمحراب نطقٌ لاعتلت *** أنّاتهُ ورثى هناك نجيبا

قد كنتَ بالآياتِ تؤنسه كما *** قد كنت للصبّ العليلِ طبيبا

وكأنما الدمامُ أمٌ أُثكلتْ *** للتوِّ قرّةَ عينِها المحبوبا

ضجّت عليك نساؤها ورجالُها *** وبكتْ عليكَ طفولةً ومشيبا

غادرتها يا شيخ في عمر المنى*** كفّاك تندى بالعطاءِ قريبا

وبناك مرفوعٌ وغرسُك يانعٌ *** وسنا الهدى لايستحيلُ غروبا

لله ما أبديت أو أخفيته *** وكفى بربّكَ شاهدا وحسيبا

شحذَ العواطفَ واعظا، ولربما*** سلبَ العقول مُحدّثا وأديبا

مازلت توصي كيف نؤمن بالقضا *** أونستلذَ النازلَ المكتوبا

فمن الذي أنباك أن مصيبةً *** ستحلّ دار المسلمين قريبا؟!

ورحلت يا أسدَ المنابر لم نزلْ*** ظمأى..وخطبُك قد أثارَ خطوبا

إني لأشفقُ من فؤاد فارغٍ *** من أن يُفطّرَ إثركم فيذوبا

إن لم نثبكَ بشوقنا ودعائنا *** فكفى بربّك ذي الجلالِ مثيبا

هذي القوافي شيعتك فصغتَها*** نورا تدفق من هداكَ وطيبا

نستودع الله السماحة والتقى *** وحباكَ عيشا في الجنانِ خصيبا