لا شيء شخصي يربطني بالشيخ سلطان بن حمد العويد، سوى ما يربط أغلب مواطني المنطقة الشرقية به: رجل فاضل أحبه في الله وقد حزنت لموته وأدعو الله العلي القدير أن يغفر له ولنا خطايانا وأن يجمعنا وإياه في مستقر رحمته. أما ما حاول البعض أن يثيره بيننا، بينما هو عند ربه وأنا أنتظر، حين أرسلوا لي، بعد وفاته، أكثر من رابط لخطبه عن الليبرالية فلا يعني لي أكثر من محاولة للزج بمسألة (فارغة) بين أموات وأحياء. ومن يقوم بهذه المحاولة سأعتبره حسن النية لكنه يخطئ التصرف ويعوزه حسن التعبير.
الرجل الفقيد وغيره ممن فقدنا من رجالات هذا البلد ونسائه أفضوا إلى ما قدموا ونرجو لهم القبول عند رب كريم لقاء ما بذلوا من جهد الدعوة والإرشاد والنصيحة والإخلاص في العمل. ولست، وهذا لمن أراد أن يصطاد في ماء الموت، سوى إنسان يفرح لفرح أهله ويحزن لأحزانهم دون أن أُلبس الأمور أو أحملها أكثر مما تحتمل.
وهنا ربما يجدر بي أن أقول إنني لم أسمع من الشيخ العويد ولا عنه إلا كل قول يرقى إلى الاختلاف الرصين، حتى وإن اكتسب حدة في بعض الأحيان، في وجهات النظر. كان بعيدا، فيما أعلم، عن الشخصنة أو التصيد أو البحث عن وهج إجتماعي زائف. وكان، بشهادة من عرفوه وكتبوا عنه، دمثا محبا للناس وفعل الخير والبر والحث عليه. وهذا إن أردتم الحقيقة ما يغبط عليه كل إنسان: أن يكون لسان المجتمع حفيا به وبالدعاء له والتزود من علمه.. وما عدا ذلك هو (اختلافات) لا تفسد للود ولا للحب ولا للفطرة السليمة قضية.
أسأل الله العلي القدير أن يقبل عبده الصالح سلطان العويد في عليين وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان ويرزقنا جميعا حسن الختام.